بمجرداتضاح الرؤية بشأن المنافسة على استضافة بطولة كأس العالم 2018 وتأكدالجميع بشكل ضمني من ضرورة إقامة هذه البطولة في القارة الأوروبية ، تقلصعدد الدول المتنافسة وذات الفرصة الفعلية للفوز بحق استضافة مونديال 2022إلى خمس دول.
وقبل سنوات ، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن تطبيق سياسةالمداورة (التبادل) بين القارات لضمان توزيع بطولات كأس العالم على جميعالقارات.
وكانت القارة الأفريقية هي المستفيد من هذه السياسة حيث منح الفيفا حقاستضافة مونديال 2010 إلى جنوب أفريقيا لتكون أول كأس عالم تقام منافساتهافي القارة السمراء على مدار تاريخ البطولة.
ولكن الفيفا تراجع عن هذه السياسة في عام 2007 واستبدلها بسياسة أخرى تمنعأي دولة تنتمي للاتحاد القاري الذي نظمت فيه بطولة كأس العالم من التقدملاستضافة البطولتين التاليتين.
وبذلك ، ستخرج قارتا أمريكا الجنوبية وأوروبا من الصراع على استضافةمونديال 2022 حيث تنظم البرازيل بطولة 2014 بينما ستمنح بطولة 2018 لأحدالملفات الأوروبية.
وبالتالي ستنحصر المنافسة على استضافة مونديال 2022 بين الدول التي تنتميللاتحادات القارية في آسيا وأفريقيا والكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطىوالكاريبي) وأوقيانوسية.
ومع خروج اتحادي أوقيانوسية (لافتقاد البنية الأساسية المطلوبة) وأفريقيا(لاستضافتها مونديال 2010) تقلص عدد المتنافسين على استضافة مونديال 2022إلى خمس دول هي قطر وأستراليا (التي أصبحت تنتمي للاتحاد الأسيوي)واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ومثلما أثار الصراع على مونديال 2018 بعض الجدل لم يكن الصراع على مونديال 2022 مختلفا.
وقرر الفيفا في منتصف شهر تشرين ثان/نوفمبر الحالي إيقاف النيجيري آموسآدامو ثلاث سنوات عضو اللجنة التنفيذية والتاهيتي رينالد تيماري رئيساتحاد كرة القدم بمنطقة أوقيانوسية ونائب رئيس الفيفا وعضو اللجنةالتنفيذية بالفيفا لمدة عام عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة مع تغريمهمابسبب ما كشفته الصحيفة البريطانية عن عرض تيماري وآدامو لبيع صوتيهما فيعملية التصويت على استضافة البطولتين لصالح ملفين بعينهما مقابل الحصولعلى مبالغ مالية لاستخدامها في إقامة منشآت ومرافق رياضية في بلديهما.
وجاء ذلك بسبب الفضيحة التي كشفتها صحيفة "صنداي تايمز" قبل أسابيع قليلةواستغلت في ذلك الملف الأمريكي دون علم اللجنة المسئولة عنه حيث تعاونتالصحيفة مع أربعة أعضاء سابقين باللجنة التنفيذية للفيفا من أجل الإيقاعبآدامو وتيماري.
وقام صحفيون من صنداى تايمز بتصوير آدامو وتيمارى سرا بعد أن قدموا أنفسهمعلى أنهم من القائمين بالترويج لاتحاد شركات أمريكية يدعم استضافةالولايات المتحدة للمونديال.
ورغم ما أسفرت عنه تحقيقات لجنة القيم بالفيفا بتبرئة الملف القطري منالتعاون أو التآمر مع نظيره الأيبيري (الأسباني البرتغالي المشترك) للعملسويا لصالحهما وضد باقي الملفات ، تبدو آمال الملف القطري ضعيفة فياستضافة أول كأس عالم بمنطقة الشرق الأوسط حيث تضرر الملف القطري مما أثيرحوله من شكوك.
كما تبدو فرصة الملفين الياباني والكوري ضعيفة نظرا لمشاركة البلدين سويافي استضافة مونديال 2002 مما يعني أن المنافسة ستشتد بشكل أكبر بينالملفين الأمريكي والأسترالي.
وسبق للولايات المتحدة أن حققت نجاحا هائلا في استضافتها لمونديال 1994ولكن كرة القدم ما زالت تأتي في مرتبة متأخرة في الولايات المتحدة خلفرياضات البسيبول وكرة القدم الأمريكية وكرة السلة.
وتمثل إقامة البطولة في الولايات المتحدة اختيارا آمنا ومستقرا للفيفاولكن في حالة عدم منح البطولة للملف الأمريكي قد يكون الملف الأسترالي هوالمرشح الأقوى التالي.