مع اتساع الفارق والفجوة بين برشلونة وريال مدريد إلى سبع نقاط ، تضاءلت فرص ريال مدريد في منافسة برشلونة على لقب الدوري الأسباني لكرة القدم هذا الموسم ليتحول معظم الاهتمام إلى الصراع الشرس والقوي بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على لقب هداف المسابقة هذا الموسم.
ويرى جميع المشجعين في أسبانيا ، بمن فيهم المشجعين المتعصبين لريال مدريد ، أن فريقهم فقد فرصة المنافسة على لقب الدوري الأسباني هذا الموسم من الناحية العملية.
ويتصدر برشلونة ، حامل اللقب ، جدول المسابقة برصيد 61 نقطة من 22 مباراة وبفارق سبع نقاط أمام منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد الذي فشل مجددا في إيقاف هيمنة برشلونة وانتصاراته وهوايته في تحطيم الأرقام القياسية واحدا تلو الآخر.
ويقدم برشلونة ما يريده من عروض قوية ومثيرة وينجح في هز الشباك كيفما يشاء.
ولذلك ، لم يتردد البرتغالي جوزيه مورينيو ، المدير الفني لريال مدريد ، في الاعتراف بصعوبة فرصة فريقه في المنافسة ، قائلا :"إذا أنهينا الموسم في المركز الثاني فلن يحدث شيئا".
وفي ظل اقتراب برشلونة منطقيا من حسم اللقب لصالحه للموسم الثالث على التوالي ، تحول اهتمام وسائل الإعلام إلى الصراع الدائر بين ميسي مهاجم برشلونة ورونالدو نجم ريال مدريد.
واشتعل الصراع بين ميسي ورونالدو على لقب أفضل لاعب في العالم على مدار السنوات الثلاث الماضية فكان اللقب من نصيب رونالدو في عام 2008 بعدما قاد فريقه السابق مانشستر يونايتد للقب دوري أبطال أوروبا ثم أصبح لقب أفضل لاعب في العالم من نصيب ميسي في العامين الماضيين.
ويختلف ميسي /23 عاما/ عن رونالدو /26 عاما/ في كل شيء حيث يتسم النجم الأرجنتيني الشاب بالهدوء والتواضع ولا يشعر بالراحة في الظهور كثيرا بوسائل الإعلام نظرا لحرصه دائما على أن يتحدث بقدمه اليسرى داخل المستطيل الأخضر أكثر من التحدث بفمه في مكبرات الصوت.
كما يتميز ميسي بأنه لاعب يجيد الأداء الجماعي ويشعر بالسعادة لصناعة الهدف بنفس قدر سعادته في هز الشباك.
وعلى النقيض ، يشعر رونالدو بالسعادة كثيرا في جذب اهتمام الآخرين سواء من خلال أهدافه الرائعة أو من خلال حياته الشخصية المثيرة للجدل.
ويتميز رونالدو بأنه لاعب متكامل بشكل أكثر من ميسي ولكنه يتعرض دائما للانتقادات بسبب عجرفته.
وعلى سبيل المثال ، تعرض رونالدو لانتقادات عنيفة من والتر باندياني وخافيير كاموناس لاعبي أوساسونا بعد الفوز الثمين لأوساسونا المتواضع على ريال مدريد 1/صفر الأسبوع الماضي.
بينما ينال ميسي دائما الإشادة لسلوكياته الرائعة وتواضعه في التعامل مع الآخرين.
ولذلك يعتبر كثيرون المنافسة على لقب هداف الدوري الأسباني هذا الموسم صراعا بين لاعب خجول وآخر استعراضي.
وسجل ميسي ثلاثة أهداف (هاتريك) يوم السبت الماضي ليقود برشلونة إلى فوز ثمين 3/صفر على منافس عتيد هو أتلتيكو مدريد.
وفي اليوم التالي ، سجل رونالدو هدفين ليقود ريال مدريد إلى الفوز الكبير 4/1 على ريال سوسييداد.
واستعاد رونالدو بذلك هوايته في هز الشباك بعد أربع مباريات فشل خلالها في تسجيل أي هدف ، كما حرم رونالدو منافسه الأرجنتيني ميسي من الانفراد بصدارة قائمة الهدافين حيث يقتسمها اللاعبان برصيد 24 هدفا لكل منهما.
وبعد انتهاء المباراة ، قال الأرجنتيني خورخي فالدانو ، مدير عام نادي ريال مدريد ، إنه لن "يغير رونالدو بأي أحد" في إشارة واضحة إلى أنه يفضل رونالدو على ميسي.
ويؤكد الاتحاد الأسباني للعبة ومعظم الصحف ومواقع الإنترنت ، ومنها موقع نادي ريال مدريد نفسه ، تساوي اللاعبين في رصيد الأهداف بالدوري هذا الموسم وذلك برصيد 24 هدفا لكل منهما.
بينما تؤكد صحيفة "ماركا" الأسبانية الرياضية أن رونالدو سجل 25 هدفا مقابل 24 هدفا لميسي.
وقررت "ماركا" أن تحتسب لرونالدو هدف الفوز 2/1 لريال مدريد على ريال سوسييداد في 18 أيلول/سبتمبر الماضي بينما يحتسب الاتحاد الأسباني للعبة هذا الهدف لصالح زميله المدافع بيبي حيث اصطدمت به تسديدة رونالدو من ضربة حرة لتغير الكرة اتجاهها قبل أن تستقر داخل الشباك.
وتتسم "ماركا" بأنها الصحيفة الأكثر تحيزا وحماسا لمواهب رونالدو والأقل انتقادا لسلوكياته وطريقته في التعامل.
وأكدت "ماركا" دائما وبشدة على أهمية صفقة انتقال رونالدو إلى ريال مدريد بينما انتقدت الصحف الأخرى ، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية ، فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد على تعاقده مع رونالدو مقابل 94 مليون يورو (68ر127 مليون دولار) في عام 2009 وهي الصفقة التي حطمت الرقم القياسي في سوق انتقالات اللاعبين على مدار التاريخ ، حيث أصبح رونالدو هو الأغلى في تاريخ اللعبة حتى الآن.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته "ماركا" على موقعها بالإنترنت أمس الاثنين أن 6ر50 % من قراء الصحيفة يرون أن ميسي سينهي الموسم في صدارة قائمة هدافي الدوري الأسباني بينما يرى 4ر49 % من القراء أن رونالدو هو من سيفوز باللقب.
وأنهى ميسي الموسم الماضي في صدارة قائمة هدافي المسابقة برصيد 34 هدفا مقابل 26 هدفا لرونالدو الذي عانى كثيرا من الإصابات.