رغم إلغاء سياسة المداورة (التبادل) التي ابتدعها الاتحاد الدولي لكرةالقدم (فيفا) وطبقها لمنح الفرصة إلى جميع القارات لاستضافة فعاليات بطولةكأس العالم للعبة ، سيكون من المؤكد أن تعود البطولة مجددا إلى أحضانالقارة البيضاء العجوز ، أوروبا ، في عام 2018 .
وعندما أعلن الفيفا أنه سيختار في نفس الوقت الدولة المنظمة لكل من بطولتيكأس العالم 2018 و2022 ، أعلنت العديد من الدول عن رغبتها في التقدمبملفاتها لطلب تنظيم البطولة في أي من هذين العامين.
وأكدت معظم الدول المتقدمة أنها تتمنى دخولها دائرة المنافسة على استضافةكل من البطولتين ، ولكن مع اقتراب الموعد المحدد لعملية التصويت التي يتممن خلالها الاختيار ، حددت دولة بعد الأخرى البطولة التي تسعى لاستضافتهامن بين بطولتي 2018 و2022 .
وعلى الرغم من إلغاء سياسة المداورة (التنظيم بالتبادل) بين القارات ،يبدو من المؤكد إقامة بطولة 2018 في القارة الأوروبية نظرا لإقامة بطولةكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا لتكون أول بطولة تستضيفها القارةالأفريقية ومنح حق استضافة مونديال 2014 إلى البرازيل.
وبذلك ، أصبحت فرصة الدول الأوروبية هي الأفضل في طلبها لاستضافة مونديال2018 بينما أعلنت الدول غير الأوروبية المرشحة تركيزها في المنافسة علىطلب استضافة مونديال 2022 .
ومع انسحاب الولايات المتحدة قبل أسابيع قليلة من الصراع على مونديال 2018لتركيز جهودها في المنافسة على استضافة مونديال 2022 اقتصر عدد الملفاتالمتنافسة على مونديال 2018 على أربعة ملفات تتضمن ست دول.
والملفات الأربعة المتنافسة منها اثنان يخصان روسيا وإنجلترا وملف مشترك بين أسبانيا والبرتغال وآخر مشترك بين هولندا وبلجيكا.
وسيكون مونديال 2018 هو بطولة كأس العالم الحادية عشر التي تستضيفهاأوروبا وفي حالة فوز الملف الإنجليزي أو الملف الأيبيري (أسبانياوالبرتغال) ستكون المرة الثانية التي تقام فيها البطولة في إنجلترا أوأسبانيا.
ولم يخل السباق والصراع على استضافة نهائي كل من البطولتين من الجدل. ونالالملفان الروسي والإنجليزي دعاية سيئة بسبب التصريحات التي أطلقهاالمسئولون عن كل من الملفين كما تقدمت إنجلترا بشكوى رسمية بشأنالانتقادات التي وجهها الملف الروسي إلى الملف الإنجليزي.
وقبل شهور قليلة ، كان الملف الإنجليزي هو المرشح الأول لاستضافة مونديال2018 لتكون المرة الثانية في تاريخ إنجلترا التي تقام فيها البطولة بهذاالبلد بعدما استضاف مونديال 1966 .
ولكن الفضيحة التي كشفتها صحيفة "صنداي تايمز" قبل أسابيع قليلة وأسفرت عنإيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا يعتقد أنها أضعفت فرصالملف الإنجليزي وربما سمحت للملف الروسي إلى القفز نحو صدارة الترشيحات.
وقرر الفيفا في منتصف شهر تشرين ثان/نوفمبر الحالي إيقاف النيجيري آموسآدامو ثلاث سنوات عضو اللجنة التنفيذية والتاهيتي رينالد تيماري رئيساتحاد كرة القدم بمنطقة أوقيانوسية ونائب رئيس الفيفا وعضو اللجنةالتنفيذية بالفيفا لمدة عام عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة مع تغريمهمابسبب ما كشفته الصحيفة البريطانية عن عرض تيماري وآدامو لبيع صوتيهما فيعملية التصويت على استضافة البطولتين لصالح ملفين بعينهما مقابل الحصولعلى مبالغ مالية لاستخدامها في إقامة منشآت ومرافق رياضية في بلديهما.
وما يدعم الملف الأيبيري (الأسباني البرتغالي المشترك) أن المنتخب الأسباني توج بلقب بطولة كأس العالم في منتصف هذا العام.
ولكن ما يدعم الملف الهولندي البلجيكي المشترك هو عدم وجود أي قيود للمرور بين البلدين بالرغم من أن كل دولة منفصلة عن الأخرى .